تزوج رجل امرأتين ، وتوفى الله زوجته الأولى من بعد أن أنجب منها طفلا ، وكانت زوجته الثانية تميز بين أبنائها وبين ابن زوجها ، ذلك الطفل الصغير الذي فقد أمه فتجرع اليتم وذاق الحرمان ، بينما أبناؤها ينعمون في حضن أمهم ، فكانت تخص أبناءها بعناية فائقة ، وتطعمهم مما لذ وطاب من أنواع الطعام والشراب ، وتعطي ابن زوجها الطفل الصغير فتات الطعام .
كانت تطعم أبناءها مختلف أنواع اللحوم والألبان ، والزيوت والسمن الحيواني ، وما غير ذلك من الطعام الدسم وأشهى أنواع الفواكه ، في نفس الوقت الذي تمنع فيه كل تلك الأصناف عن ابن زوجها ، كان هدفها هو رعاية البنية الجسمية لأبنائها ، حتى إذا ما كبروا أصبحوا أقوياء وأذكياء ، وكانت تقدم لابن زوجها ما لا تقدمه لأبنائها من الطعام مثل الطماطم والزعتر والدقة والخضار الذابلة وما شابه ذلك .
استمرت الأم على هذا الحال من المكر والخبث سنوات طويلة ، وفجأة بدأ أولادها يشكون من آلام في الصدر والتنفس ويعانون من مشكلات صحية كثيرة ، بينما ابن زوجها لا يشكو ولا يعاني من شيء ، فكانت بنيته الجسمية والعقلية والنفسية أقوى بكثير من بنية إخوته من أبيه .
وبعد فحص الأطباء تبين أن أبناءها مصابون بأمراض القلب والشرايين ، وكما يقول المثل الشعبي الفلسطيني : نية الصياد في مخلاته ، والله يعلم بما في الصدور ، ويعلم السرّ وأخفى .
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
(( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه)) متفق على صحته